جلست تنتظر صديقتها في كافتريا المول .. اليوم المكان مزدحم بوجوه كثيرة .. تاملت الزحام فى غربه .. تكره الخروج فى يوم العطلة الاسبوعى بسبب هذا الزحام .. خرجت لتشترى اشياء ضروريه لها .. تململت فى جلستها وارتشفت جرعة كبيرة من النسكافيه واخذت تعبث بالموبايل فى محاولة للتلهى عن الانتظار .. اخذت تفر فى الصور الاخيرة التى التقطتها وابتسمت فى حب للصور .. تعشق هى التصوير .. وتشعر بالفخر كلما شاهدت جمال ما تصور على الرغم من انها تمارس التصوير كهواية .. جاءتها فكرة فرفعت عيناها لتنفذها .. تبحث عن وجه مختلف يوحى بشى حتى تصوره .. دارت عيناها فى الوجوه تبحث عن بغيتها .. وبدون مقدمات هاجمتها موجات من الالم كمن صفعه احد على وجهه فجاة وهو غافل بعد ما التقطت عيناها وجه من وسط الزحام .. و الدموع تتجمع فى عيناها .. تتجمع باقصى ما يكون وتتدافع فى تزاحم مندفع للهروب من بين الرموش .. لم تشعر انها تبكى الا بعد ما شربت قطرات من الدمع المالح وهى غائبة تنظر اليه وهو لايراها مندمج فى الحديث مع تلك الاخرى وبينهم طفل ملامحه الصغيرة ترسم بطاقة تعريف بانه هو ابيه والجالسة معهما امه .
اندفعت خارجه من المكان سريعا كمن يهرب من عفريت ظهر له فجاه وبدون سبب .. لفحتها موجات من الهواء وهى تقود سيارتها بسرعة مجنونة الى خارج المدينة وقد نست صديقتها التى كانت تتنظرها ونست ان السياره ليس بها بنزين كافى للسفر .. جعلها الهواء تهدا وتتوقف دموعها الذاهلة ولكنها كانت غارقة بكامل اعصابها فى الذكرى .. ذكرى هذا الرجل الذي انتهى من عمرها فيما لا يقل عن ثلاث سنوات .. كانت قد نسته تماما .. وان كان قد بقى الاثر الذى تركه لها من مشاعر الكابة الحقيقة كظل لوجوده فى عمرها السابق .. وعاودتها التساولات القديمة .. من منا المخطى .. وكعادة جنونها اوقفت السيارة وفتحت حقيبتها واخرجت المفكرة الانيقة التى تدون بها بها دائما افكارها فى محاولة لتنظيم سير المشاعر وسير الذاكرة .. وقررت ان تفرع مشاعر العذاب هنا فى السيارة على الطريق الزراعي وحولها السيارات تطير مندفعة وبدأت تكتب :
اكتب اليك الان بعد ان رايتك معها
لماذا اكتب لك
لا اريد ان اتكلم معك
لا اريد ان ارى وجهك الكريه
اكره وجهك
نعم اصبحت اكره
اصبح يمثل لى ابشع كوابيسى
اهرب منه دوما
اهرب بكل الوسائل
الحق انه لم يعد يطادرنى كثيرا
لقد تخلصت منذ زمن والحمد لله من ثاثيرك السلبى البشع على حياتى واعصابى ودقات قلبى ونظرتى للحياة
تخلصت منك وكنت سعيدة جدا انك لم تعد فى حياتى
شعرت بعد الايام الاولى من انفصالنا بناء على قرار منى بان الحياة غريبة وكانى اتعرف عليها لاول مرة
ولما لا وقد عشت فى سجن علاقتى بك اعواما طويلة
كان همى الاول ان اعيد ترتيب الاوراق والافكار والمشاعر بحيث احذفك تماما من قائمة يومى واحلامى وامالى
كنت قد وصلت لاقصى حدود التعب والارهاق من علاقتنا الكئيبة
فانت تاخد على الدوام وانا اعطى على الدوام وهذا ان استمر اعوام لا يمكن ان يستمر على الدوام
فلابد من وقفة .. وقفة فرضتها مشاعر التعب المضنى من سلسلة العطاء الغير متبادل
وكان القرار الحاسم والفورى بقطع كل ما يمكن ان يربطنا
كنت يئست من ان تتخذ العلاقة اى شكل اخر .. كنت يئست ان تستحى من الاخد المتواصل وتبدا بدورك فى العطاء
فهربت منك وانا نصف محطمة على امل ان الملم الباقى من ايامى وسنينى التى سرقتها انت عمدا مع سبق الاصرار والترصد .. و التى اعطيتها انا اياك مع سبق الحب والعطاء لحد التفانى والذى اكتشفت موخرا جدا انه كان نوع من الغباء المتنهى .. وان حنان نفسى اللهفة عليك ليلا نهارا لم يكن عندك سوى حق مكتسب لا مناقشة فيه .. ولا يستحق منك حتى عناء كلمة اشكرك
هربت منك حتى دون ان الومك ..
لم يكن لى حق العتاب حتى ..
فانا من قدمت بدون حتى طلب منك ؟ دفعنى الحب لان اكون هذه الام التى تعطى وتعطى ..
ولكنى لست ام
وسئمت اللعبة
سئمتها لحد الانهيار النفسى
سئمتها حتى اننى لم اجد صدى لاوجاعك الحادة عندما اتيتنى بعد شهور من الكبرياء تعلن عن حاجتك لى
تعلن عذابك بدونى ..
تلومنى لانى اعذبك ..لانى سلبتك انا منك ..
اكتشفت بعد رحيلى الحقيقة .. اكتشفت انى كنت لك كل الحقيقة ..
ولكن بعد فوات الاوان
جعلتنى قوية جدا شهور غيابك والتى كنت تمتطى فيها خيل الكبرياء معتقدا انى لابد ان اعود
حتما ستعود
انها لا تستطيع ان تحيا بدونى
وعندما مرت الشهور ولم اعد .. عدت انت
عدت محملا بعذابات بعدى عنك
محملا بتساولات عن ما جرى ؟
وكيف اصبحت المتيمة بك تلك الباردة التى لايحركها كونى متعب وحزين ؟
وهى التى كانت تفعل المستحيل لتزيل عنى اى الم مهما كان عابر !!!!!
كيف هنت عليها ؟!!! ماذا حدث لها؟!!!
عزيزى : قالوا فى الامثال قديما كتر القسوة تقطع عروق المحبة
وعروق محبتى تمزقت وصارت شظايا .. فالقسوة منك كانت مركزه كحامض حارق
احرقت الاخضر واليابس فى نفسى
وتركتنى كما انا الان
سعيدة انى احيا بدونك
وكلما مرت الايام اكتشف كم فاتنى من متع الجمال فى الحياة وانا سجينة بين جدران علاقة كئيبة
كم الحياة رحبة وواسعة بدونك
وتمزق قلبى الحسرة على السنين الغالية التى اهدرت تحت قدميك .. وعلى مذبح من انانيتك المفرطة وبسكين سذاجة براءة نفسى وحنان قلبى الغبى .
انا لا اذكرك الان
لا اذكرك الا مع لحظات الكابة التى تغتال الفرح فى عمرى
هل تسال لماذا اكتب لك الان ؟
اكتب لك على اثر رويتى لك مع الحبيبة الجديدة ؟
وتساولى هل الامر بينكم كما كان معى ؟
ام ان لا احد مثلى فى الغباوة
ولابد انك تعطيها كما تاخد منها
ليس لانك تغيرت
ولكن لانى انا من فعلت ذلك بنفسى .. انا من اعطيت بدون مقابل ..
ولا ادرى هل كان من الطبيعى ان تاخد انت العطاء المقدم لك امر مسلم بها
ام كان يجب ان تصنع شى اخر ؟
هل من الطبيعى ان نقبل العطاء بدون مقابل لمجرد انه منحة من الاخر لذا فلنستغل الوضع لاقصى درجة
ام كان يجب ان يكون تصرفك مختلف ؟
لا يهم
حتى الرسالة هذه سامزقها ولن ارسلها لك
لا يهمنى ان كنت سعيدا ام حزينا
موفقا ام فاشلا
لا يهمنى ان افهم ان كنت انت المخطى فى الماضى بالاخذ
ام انا المخطئة بالعطاء ؟
لا يهم ان اجد اجابة للسوال
فلقد لفظتك من عمرى وانتهى الامر
وقد تعلمت جيدا الدرس الذى دفعت فيه سنين كثيرة على الرغم من بساطته
ان العطاء بدون مقابل غباوة
وان اخلاق الملائكة التىكنت احيا بها لا تنفع هنا على الارض
وانى يجب انا اكون انسانة طبيعية تعطى وتاخذ
تعلمت منك ان الحنان ذنب لم تغفره لى الايام .. فاهدتنى العذاب مكثف حتى افيق واتعلم ان احتفظ بموجات حنان الامومة بداخلى .
ان احتفظ بقلبى الرقيق فى علبة صدئة فى منطقة بعيدة فى نفسى
وان احيا بهذا القلب الصناعى القوى الذى يسال عن المقابل قبل ان يمد يديه حتى بالسلام