أحمد شاب في مقتبل العمر
أكمل دارسته الجامعية , يحاول جاهدا من أجل إيجاد عملا يعيل به نفسه
أحمد يمتلك شخصية رائعة ..فرغم الصعاب ترى تلك الإبتسامة لا تفارقه .. شعره أسود .. وعند إنعكاس أشعة الشمس
تراه بني يلمع .. لديه عينين عسليتين ..وقامة طويلة ..وسيم ببنيته
يعيش مع عائلته البسيطة في منزل متواضع .
لأحمد طموحات و أمنيات يضعها بكفة .. والكفة الثانية ممنوع الإقتراب منها , لأنها جد مميزة
إنها رغبته ومستقبله وحلمه , إنها حب حياته , إنها منيرة بنت الجيران
تقدم بطلب يديها و خطبتها ..إجتاز نفس الطريق بموافقتها عليه
و بقي النصف الثاني و هو يعمل جاهدا لتحقيقه
بسبب عادات وتقاليد لا يمكنه مكالمتها ولا الحديث معها إلا نادرا أو في المناسبات
وهي خجولة بطبعها ..لكن يرى صدق مشاعرها بلمحة سريعة من عينياها عندما تلتقي بعينيه
*****
و بعد عناء وجهد جهيد وصلته موافقة إحدى المؤسسات للعمل عندها , لكن عليه أن يغيب مدة شهر
عن عائلته , و عن ملكة فؤاده
وافق لأن ذلك أبسط ثمن للنيل بأمنية حياته , غادر وكله أمل بالرجوع لتغيير مستقبله
و الدخول الى عالم أحلامه من باب الحقيقة المزين بالصبر .
لم تنقطع إتصالاته عن المنزل , فهو دائما يهاتفهم ويسألهم و يطمئن عن حالهم
و بين الحين والآخر يعود لمدة يوم أو يومين كإجازة
و إستمر على هذا الحال حتى كون نفسه وإستطاع وضع تصميم لبناء بيت بجوار بيت عائلته
و توج صبره حين وضع آخر اللمسات من آثاث للمنزل
لم يبقى الكثير, بضعة خطوات و يلامس حلمه الواقع
و ظل صابرا على مشقات السفر
لكن في آخر مرة رجع فيها للمنزل أحس بشيء غريب
الكل يتفادى الحديث معه أو إجابته عن محبوبته منيرة
لبفاجئ بخبر يصعقه حتى الموت
توفيت منيرة بسبب مرض أصابها و تركت أحمد و حلمه للضياع
******