موضوع: حلم العروس !! الإثنين يونيو 29, 2009 8:45 am
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
القصة....
رأت العروس في ليلة زفافها رؤيا عجيبة في نومها ، رأت أن بابا في السماء قد فتح أمام زوجها ! فدخل في السماء ، ثم اغلق الباب عليه ، فاختفى عن ناظريها، فلما
استيقظت من نومها ادركت أن أمرا سيحدث لزوجها ، فهل حدث ذلك ؟؟
كان ( العروسان ) اثنين من أفاضل الصحابة ، أما أبواهما فكانا من أشد الناس عداء لله و رسوله صلى الله عليه و سلم فالعروس هي جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول كان أبوها زعيما بالمدينة ، زعيم من ؟ وعيم المنافقين ، ولكن الله تعالى شاءت حكمته أن يكون اثنان من أبنائه من أفاضل الصحابة ، و هما عبد الله بن عدي الله بن سلول ، و أخته جميلة.
أما زوجها فهو حنظلة بن أبي عامر الراهب ، الذي أصبح اسمه فيما بعد :أبا عامر الفاسق . كان أبو عامر قد قرأ كتب اليهود قبل الاسلام ، و رأى فيها صفات رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي سيبعثه الله تعالى ، كان ينتظر ظهور ذلك النبي ، فلما هاجر عليه الصلاة و السلام و رأى إقبال الناس عليه و إيمانهم به و التفافهم حوله ، حسده على ذلك و لم يؤمن به .
التقى أبو عامر برسول الله صلى الله عليه و سلم عد هجرته الى المدينة فجادل رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فإذ به يقول :أمات الله الكاذب منا طريدا غريبا و حيدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (آمين) ثم سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم (الفاسق) فصار يعرف بأبي عامر الفاسق. أعلن عداءه لله و رسوله ، ذهب الى مكة ، لجأ الى المشركين هناك ز حرضهم على حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم هرب الى ملك الروم ، فمات في تلك البلاد كافرا وحيدا غريبا.
و رغم ما كان عليه من كفر و فسوق فإن ابنه حنظلة بن أبي عامر ، آمن بالله و رسوله مع أهله من الأنصار ، فهو من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، كان حزينا لموقف أبيه من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، مثلما كان عبد الله بن عبد الله بن سلول ، حزينا أيضا لموقف أبيه المنافق الذي أظهر الإيمان و أخفى الكفر في نفسه ، هكذا كان هذان الأبوان ، أحدهما كافرا كفرا صحيحا و الآخر منافقا ن أما ابناهما حنظلة و عبد الله فكانا أخوين في الله و من أخلص الرجال حول رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قد تزوج حنظلة بن عامر (جميلة بنت عبد الله بن ابي بن سلول ) أخت عبد الله بن عبد الله بن سلول.
و في ليلة غزوة أحد الجهاد.
التحق حنظلة برسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يسوي الصفوف استعدادا للمعركة ، فبادر باتخاذ موقعه بين المجاهدين ، فلما بدأت المعركة أبلى المسلمون في بدايتها أحسن البلاء ، فلما رجحت كفة المشركين ، و انكشف المسلمون ، انطلق حنظلة كالأسد الهصور ، اعترض طريق أبي سفيان ، الذي كان زعيم قومه ، أسرع نحوه شاهرا سيفه ، ضرب عرقوب فرسه فقطعه ، وقع أبو سفيان على الأرض ، فاندفع حنظلة نحوه وجدها فرصة للقضاء و لكن أبا سفيان نادى بأعلى صوته قائلا يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب ، و بينما كان حنظلة يهم بضربه بسيفه ، أقبل أحد المشركين نحوه و هو شداد الاسود ، و فاجأ حنظلة بضربة رمح نافذة فقتله ، فارتقى شهيدا سعيدا.
فلما انتهت المعركة ، أخبر النبي أصحابه بأمر رآه ، قال لأصحابه إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بي أبي عامر بين السماء و الأرض ، بماء المزن في صحاف الفضة) و المزن جمع مزنة و هي السحابة ،أمرهم أن يسألوا زوجته عن أمره ، فلما سألوها قالت :إنه حينما سمع صيحة الحرب ، خرج مسرعا من غير أن يغتسل لذا فقد عرف حنظلة بغسيل الملائكة.
كانت زوجته جميلة ، قد أرسلت إلى أربعة من قومها ، بعد أن خرج حنظلة إلى ساحة الجهاد ، و أشهدتهم أنه دخل بها ، فلما سألوها عن سبب ذلك قالت :رأيت كأن السماء فرجت له أي فتحت له فدخل فيها ثم أطبقت فقلت :هذه الشهادة.
حملت جميلة في تلك الليلة بولدها عبد الله بن حنظلة و هو من صغار الصحابة و قد سار على درب أبيه ، كبر و صار عابدا مجاهدا فنال الشهادة .
تزوجت جميلة بعد حنظلة بثابت بن قيس و ولدت له محمدا و لكن زواجها منه لم يدم طويلا فقد أتت جميلة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق و لا دين و لكني أكره (الكفر في الإسلام ) فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :أتردين عليه الحديقة ؟..
الحديقة التي أعطاها إياها حين تزوجها ، فقالت :نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لثابت بن قيس :إبل الحديقة و طلقها تطليقة .
ثم تزوجت بعد ذلك مالك الدخشم ثم تزوجت خبيب بن يساف فولدت له عبد الله (أبا كثبر).
إلى اللقاء مع قصة أخرى .
، أي الليلة التي وقعت فيها غزوة أحد في صبيحتها ، استاذن حنظلة بن أبي عامر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، في أن يدخل بعروسه جميلة فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكانت تلك الليلة .. ليلة غزوة أحد .. هي ليلة زفافه على جميلة رضي الله عنها .
فلما اقبل الصبح ، سمع حنظلة صوت منادي رسول الله يدعو الناس للجهاد ، و يحث المسلمين على الخروج لقتال المشركين ، فما كاد حنظلة يسمعه حتى خرج مسرعا ملبيا النداء ، فلم ينتظر حتى يغتسل ..لم يستحم ، بل انطلق مسرعا إلى ساحة